الأحد، 10 يوليو 2016

بين رأس هرتزل و رأس ملكة بريطانيا

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى صورًا لوزير الخارجية المصرى سامح شكرى وهو يصافح صديقه نيتنياهو ورأس هرتزل تطل من جانب الوزير المصرى  و صورًا اخرى مثل انهم كانوا يشاهدون نهائي اليورو سويا  لا اعلم هل هى صنعت على سبيل السخريه ام هى واقع فنحن فى زمن اصبح من الصعب التفريق بين الواقع و الفوتوشوب 
لن اناقش فى هذه التدوينه القصيره ان فى الوقت الذى يشاهد فيه الوزير اليورو مع صديقه كانت الكهرباء مقطوعه فى قطاع غزة مثلا 

تعجبت من بعض التعليقات الساخره التى تقول "هل لو نزلنا ضد اسرائيل هنعتبر خونه وعملا " 
"بكرا يرفعوا علم اسرائيل و يقولوا علينا خونه " 

المنبطحون و المنافقون لا يكفأون على وضع المبررات و الفتاوى و الاراء التى تبرر الانبطاح هكذا علمنا التاريخ 

طبعا لا يوجد فى كتبنا المدرسيه التى افنينا عقد و نصف العقد من اعمارنا نلهث بين صفحاتها من اجل تحصيل معلومه مزورة تعفينا من مرار الرسوب اخر العام و كميات الحشو الرهيبه التى نلهث ورائها عاما تلو الاخر اشك انها استراتيجيه مدروسه حتى تمنعنا من القراءه حتى ولو القليل 

لا تتعجب اذا قولت لك ان فى ذروة الاحتلال البريطانى كان من الوطنيه بل من الدين الانبطاح و هذا ليس كلام مرسل بل كلام اباطرة الدين وقتها 
رشيد رضا صاحب مجلة المنار  على سبيل المثال كان يرى ان من حق الامم الحية ان تتغذى على الامم الميتة وهو ما خلق استعدادا لتبرير الاستعمار على المستوى الاخلاقى المجرد  وكان محمد عبدة ايضا يتمتع بنفس الرؤية حيث اكد عن ان حق الامم التى تتحلى ب"العلم" فى استعمار غيرها من الامم التى خربتها الجالة و ثلمتها يد البغى 

كان خطر الاستعمار الوحيد الذى يراه رشيد رضا و محمد عبده وقتها هو امكانيه تنصير المسلمين فإذا ابتعد الاستعمار عن العقيدة الدينيه للمسلمين فهو استعمار اخلاقى !! 

انا عايز اقول ان الديانة اليهودية ليست ديانة تبشيرية ولا تسعى لتهويد غير اليهود ...أعطيكم حجة جاهزة لتبرير الاستعمار فى وسائل الاعلام فى المستقبل ...

و ايضا وصل برشيد رضا انه ادان و رفض جهود كل من يناضلون الاستعمار و وصفهم بالانحلال الاخلاقى وكان يرى ان للانجليز الحق فى استعمار البلاد لانهم يملكون العلم و الفضائل الاخلاقيه من وجهة نظره 

لهذا السبب عين اللورد كرومر "محمد عبده " الذى تراه الدولة علما من اعلام التنوير و الاصلاح الدينى "مفتيا لمصر 

ارجو الايام القادمة ان لا نشهد احفاد محمد عبدة من على جمعه و كريمه و غيرهم يسيرون على نفس المبدأ - لانها هتبقى كارثه- فى تبرير الاحتلال الصهيونى كما برر اجدادهم الاحتلال البريطانى و نعتبر هذه الزيارة الشنيعة القذرة مجرد زيارة صديقين ليست لها ابعاد اخرى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق