الخميس، 24 مارس 2016

جنوب افريقيا اد الدنيا

فى وقت من الاوقات وتقريبا فى فتره الاربعينات من القرن الماضى كان يعيش فى جنوب افريقيا تحت ظل الحكم الانجليزى جميع الطوائف البشريه من (سود و بيض و ملونين شرق اوسطيين) وجميع الديانات السماويه و غير السماويه (مسلمين و هندوس و مسيحيين و يهود الخ ) و كان الغلبه و السيطره للعرق الابيض ذو الديانه المسيحيه فكان من غير المسموح لاى احد مهما بلغ من ثراء او مستوى اجتماعى محترم ان يركب القطار الدرجه الاولى اذا لم يكن ابيض مسيحى
كانت الحكومه الانجليزيه فى جنوب افريقيا مختلفه تماما عن الحكومه المركزيه فى انجلترا حيث ان الحكومه المركزيه كانت الى حد ما تطبق القانون فى بلادها بشئ من العدل حفظا لماء الوجه وسط الدول العظمى لا اكثر
ولكن فى جنوب افريقيا كان الوضع مختلف فجنوب افريقيا دولة بعيده فى قارة فقيره ومع غياب العولمة و وسائل الاعلام كان من السهل جدا خرق ليس حقوق الانسان فقط ولكن حدود الانسانيه بأكملها
كان من الضرورى على كل انسان غير ابيض ان يحمل (تصريح) و من محاسن الصدف التاريخيه ان هذا التصريح ساهم بشكل رئيسى فى سقوط الظلم الانجليزى و الاحتلال كله فيما بعد
ولكن زي ما بيقولوا فى الامثال الشعبيه ربك بيقفلها من حته و بيوصلها من حته تانيه
من الطبيعى من كمية الظلم و السودويه اللى فى البلد فى هذا العصر ان يظهر مخلّصين والحمد لله انهم ليسوا على شاكله السيسى و السبسى و اى حاجه فيها حرف ياء فى الاخر :)
من عجائب الصدف التاريخيه ان منشأ كل من الزعيمين التاريخيين نيلسون مانديلا و غاندى كان جنوب افريقيا !
فأى تربه اصلح من جنوب افريقيا لنشأه مناضلين من معدن مانديلا و غاندى
غاندى الذى قال عنه البرت اينشتين "لن تصدق الاجيال القادمة ان شخصا مثل المهاتما غاندى كان فى يوما من الايام يمشى على الارض بلحمه ودمه " 
حقيقة وانا اقرأ عن مانديلا و اشاهد عنه الافلام كنت احمد الله اننى اعرف ان النهايه ستكون سعيدة من خلفيتى التاريخيه انه سوف يحصل على السلطه فى النهاية و يحاسب الظالمين لان بداياته كانت معقده جدا وكان التمييز و العنصريه ثقافه عامة ان يكره الانسان اخيه الانسان لمجرد لون بشرته كان شئ طبيعى مثلما يكره الانسان الان اخيه لمجرد ديانته او طائفته حتى لو كان ينتمى لنفس الديانه او فكره و ايديلوجيته اذا كان ينتمى لنفس الديانه ونفس الطائفه  ( ما اختلفناش كتير فى مصر والله :) )
أذكر لكم معلومة تاريخيه لطيفه
كان مانديلا محامى و من اوائل القضايا اللى شهرته و نجّحته كانت قضيه (سيدة انجليزيه تتهم خادمتها الافريقيه بسرقة ملابسها الداخليه )
المواقف الصغيرة دى هى اللى صنعت من مانديلا ...مانديلا
طيب ننط بالاحداث شويه و نذكر كمان معلومة لو التانيه مش قد المقام
اول 18 سنه تقريبا من فترة مانديلا فى السجن كانت فى جزيره نائيه لا يعلم ما يدور فيها الا الله و من الطبيعى ان الشكوى و الطلبات ممنوعه من الاساس (اذا كانت ممنوعه بره السجن فما بالك بسجن فى جزيرة)
كان الزى الرسمى للمعتقلين فى هذا السجن هو البنطال القصير (الشورت) فقال مانديلا لرفاقه فى السجن وقتها سنحصل على حقوقنا كامله وسنبدأ بحقنا فى البنطال الطويل
وفعلا طالب به و سخر منه الجنود وطال الزمن و حصل على مطلبه فى الحق فى ارتداء البنطلون الطويل
بالرغم من الظلم اللى اتعرض له و كانت ابسط حاجه هقولهالك انه اول مرة يشوف بنته كانت وهى عندها 16 سنه لان كان غير مسموح للاطفال بالزيارات تخيل شعور اب لم يرى اطفاله يكبرون امامه
وفى الاخر عشان ما نتطولش وانا تعبت الحقيقه
انه فضل الحل السلمى فى الوقت اللى فضلت فيه زوجته الحل العسكرى والقتالى واللى ما يعرفش ..ان زوجته بردو كانت زعيمه و ليها وزنها وده ادى الى انفصال مانديلا عن زوجته لما اشتد الخلاف بينهم
يتبع